مريض التوحد هل يشفى, علاج مرض التوحد

مريض التوحد هل يشفى, علاج مرض التوحد
بواسطة : دكتورة سارة حسن | آخر تحديث : 2020/06/04 عدد المشاهدات : 1 K

محتويات

  • مرض التوحد 
  • هل التوحد له علاج 
  • علاج مرض التوحد 
  • مريض التوحد هل يشفى 
  • الخلاصة 
  • المصادر

تروي إحدى الأمهات قصة طفلها مع التوحد قائلةً: "بدأت القصة عندما أكمل طفلي عامه الثاني، وبالتحديد في إحدى الزيارات الدورية إلى الطبيب، والتي أخبرني فيها أن طفلي يعاني التوحد.
لم تكن رحلة علاج التوحد بالأمر السهل أبدًا، ولكن عندما بدأت النتائج في الظهور أدركت وقتها أن الأمر يستحق كل هذا العناء..". 

مرض التوحد

التوحد أو ما يُعرف باضطراب طيف التوحد (autism) هو أحد الاضطرابات المعقدة التي تؤثر في نمو الجهاز العصبي للطفل. 

يظهر هذا الاضطراب في صورة ضعف في الاتصال الاجتماعي الذي يتمثل في صعوبة تكوين الصداقات ووجود مشكلات سلوكية؛ إذ يلتزم الطفل بنظام معين غير مرن كما يبدأ بتكرار بعض الكلمات بطريقة غير طبيعية. 

لا يوجد سبب واضح لمرض التوحد حتى الآن؛ ولكن توجد بعض الفرضيات التي تفسِّر حدوث التوحد مثل الجينات الوراثية.

توجد عدة أنواع من هذا الاضطراب تصنَّف حسب شدة الأعراض الظاهرة على الطفل، وبالتالي تختلف طريقة علاج التوحد البسيط عن التوحد الحاد. 

هل التوحد له علاج

كل شخص مصاب بالتوحد يتمتع بشخصية فريدة من نوعها تختلف في احتياجاتها وقدراتها؛ لذا من الصعب وضع خطة علاج واحدة للجميع. 

الهدف الأساسي من خطة علاج مرض التوحد عند الأطفال هو إكساب الطفل المهارات وتنميتها؛ ليتمكن من التعامل مع الحياة بطريقة أسهل والاندماج في الحياة المدرسية مع أقرانه ومن ثم بيئة العمل.

إذا يهدف علاج التوحد إلى مساعدة الطفل على التكيف مع البيئة المحيطة من خلال تنمية مهاراته وقدراته؛ ليحيا أفضل حياة يمكن أن يحصل عليها بما يناسب احتياجاته.

علاج مرض التوحد

علاج التوحد باللعب 

على الرغم من أن طفل التوحد يصب كل اهتمامه على لعبة معينة دون باقي ألعابه؛ فإن وقت اللعب بالنسبة له هو الأهم على الإطلاق؛ إذ يُعَد اللعب هو مساحته الشخصية التي يستطيع التعبير فيها عن ذاته، 

لذلك يستخدم الأطباء وقت اللعب في علاج مرض التوحد باعتباره الوقت الأمثل للتعلم والتواصل مع الآخرين. يُستخدم هذا النوع من العلاج في مرحلة ما قبل الدراسة ويُعَد من احدث طرق علاج التوحد، وهو كالآتي: 

  • وقت العمل (Floor time)  

هو أحد أكثر الطرائق استخدامًا، وفيه ينزل المعلم أو المختص أو حتى الأهل إلى الأرض للعب مع الطفل حسب قواعده الخاصة.

ثم يبدأ تدريجيًّا بإضافة أشياء جديدة مثل لعبة ثانية ليلعبا بها معًا، أو إضافة بعض المفردات الجديدة ليتعلمها الطفل. 

ومن الجدير بالذكر أن الأطفال الذين يتلقون هذا النوع من علاج مرض التوحد لفترة طويلة يحققون تطورًا ملحوظًا في جميع أطوار النمو. 

  • مجموعات اللعب المتكاملة (IPG) 

في هذا النوع يجتمع أطفال التوحد مع أطفال آخرين (من 3 إلى 5 أطفال)، ويبدأ الأطفال المصابون بالتوحد باتباع تعليمات الأطفال الآخرين في اللعب، وفي هذه الحالة يكون المختص مراقبًا فقط للأطفال دون تدخل. 

تعزز هذه الطريقة جودة اللعب لدى الأطفال وتفتح مداركهم لاستخدام الألعاب بطرائق غير نمطية، وتتمثل الفائدة الأكبر في تطوير التواصل الاجتماعي بين الأطفال. 

تُستخدم هذه الطريقة أكثر في علاج التوحد الخفيف ؛ حتى يتمكن الأطفال من الانسجام مع أقرانهم دون حدوث صدامات بينهم.

جلسات علاج التوحد

يساعد علاج التوحد السلوكي في تطوير قدرات الطفل والحد من الأعراض، ومن هذه الطرق: 

  • علاج مرض التوحد بالممارسة 

تساعد الممارسة الأطفال على التأقلم مع المواقف الحياتية وتعلم كيفية التعامل معها. 

  • علاج النطق 

تساعد هذه الجلسات الطفل على التواصل مع الآخرين للتعبير عن مشاعره؛ ليس عن طريق التواصل اللفظي فقط بل من الممكن أن يكون عن طريق التواصل البصري أو استخدام الصور والرموز للتعبير عن هذه المشاعر. 

  • جلسات تحليل السلوك التطبيقي (ABA) 

تُعَد جلسات تحليل السلوك هي الأكثر استخدامًا، وتعتمد على المكافآت لتعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطفل، وتشمل: 

- تقسيم السلوك المطلوب اكتسابه إلى مواقف صغيرة. 

- التركيز على تحسين مهارات الطفل اللفظية.

- مساعدة الطفل في تعلم الإدارة الذاتية وتولي المسؤولية في المواقف الاجتماعية.  

علاج التوحد بالأدوية 

لا يوجد علاج للتوحد بالأدوية؛ لكن يلجأ الطبيب لوصف بعض الأدوية للتقليل من الأعراض وعلاج بعض الحالات المصاحبة لمرض التوحد، ومنها:

- أدوية لعلاج القلق والاكتئاب مثل بروزاك. 

- أدوية للمشكلات السلوكية مثل ريسبردال.  

- بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية مثل أوميجا 3. 

علاج التوحد بالغذاء 

تناول الطفل لطعام متوازن يحتوي على جميع المواد الغذائية اللازمة يحفز الجسم على النمو بطريقة طبيعية.

وقد بدأت بعض العائلات تلاحظ أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون حساسية من نوع معين من الغذاء، وهو الغذاء المحتوي على الجلوتين والكازين؛ لذلك يلجأ البعض إلى تقديم غذاء خالٍ من هذه المواد لأطفالهم. 

يلجأ بعض الأشخاص إلى علاج التوحد بالعسل؛ لكن لم يثبت علميًّا أي فاعلية للعسل في علاج مرض التوحد. ولكنه بالتأكيد يزيد من مناعة الأطفال، الأمر الذي يقلل من نسبة إصابتهم ببعض الفيروسات. ولكن يجب الحذر عند تناوله؛ إذ إنه لا يُنصح باستخدام العسل للأطفال قبل عمر السنة.  

قد يظن البعض أنه يمكن علاج التوحد بالاعشاب ! لكن لا صحة لذلك؛ إذ يعتمد علاج مرض التوحد في الأساس على الجلسات السلوكية، فقط قد تساعد الأعشاب في تهدئة الطفل قليلًا. 

طرق علاج مرض التوحد عند الكبار 

لا يوجد ما يُسمَّى بالتوحد المتأخر؛ وبناء على ذلك لا يمكن تشخيص المرض في شخص بالغ دون ظهور الأعراض عليه في مراحل مبكرة من الحياة (قبل سن الثلاث سنوات). 

ومن الجدير باالذكر أن الأعراض قد تكون خفيفة فلا يلاحظها أحد؛ ولكن البداية يجب أن تكون في مرحلة الطفولة. 

لا يختلف علاج مرض التوحد بتقدم عمر المصاب؛ إذ تُتبع نفس الأساليب السابقة في العلاج، بالإضافة إلى:

التدخل التربوي لعلاج التوحد 

تعتمد هذه الطريقة على اختلاط الأشخاص المصابين بالتوحد مع غيرهم في المدارس أو الجامعات، مع تلقي بعض المساعدة عن طريق أحد المختصين. 

التدخل المهني لعلاج التوحد

هي الأنشطة المصممة لمساعدة الأشخاص المصابين بطيف التوحد للحصول على وظيفة مناسبة. 

مريض التوحد هل يشفى

يصاحب مرض التوحد الأشخاص المصابين به طوال حياتهم؛ إذ لا يوجد حالات شُفيت من طيف التوحد تمامًا.

لكن طرائق علاج مرض التوحد تساعد على تطور الطفل وتنمية مهاراته؛ لإدارة أمور حياته والاندماج في الحياة الاجتماعية والتأقلم مع المرض.

الخلاصة

يعتمد علاج مرض التوحد على شدة الأعراض التي يعانيها كل شخص، كما يعتمد أيضًا على احتياجات المريض. 

توجد طرائق مختلفة تُستخدم في علاج التوحد ومنها:

  • جلسات اللعب، وهي طريقة يستخدمها المختصون لإدخال مفاهيم جديدة للطفل عن طريق اللعب. 
  • علاج التوحد السلوكي، وهو مجموعة جلسات تهدف إلى تطوير مهارات الطفل الاجتماعية واللغوية.
  • وفي بعض الحالات تُستخدم الأدوية الطبية لعلاج الحالات المصاحبة للتوحد مثل الاكتئاب والقلق.

المصادر

هل أعجبك المقال؟ نعم لا
close