فرط الحساسية النفسية الحاسة السادسة

فرط الحساسية النفسية الحاسة السادسة
بواسطة : دكتورة شيماء فهمي عز الدين | آخر تحديث : 2020/04/05 عدد المشاهدات : 1 K

محتويات

  • فرط الحساسية النفسية
  • أعراض الحساسية المفرطة النفسية
  • علاج فرط الحساسية النفسية
  • الخلاصة
  • المصادر

لي صديقة تعاني فرط الحساسية النفسية،  ذات يوم كان بيننا موعد وفي طريقي إليها طلبت إحدى صديقاتي إجراء مكالمة من هاتفي لحل نزاع بينها وبين صديقة أخرى، فوافقت اعتقادًا أن الأمر لن يأخذ أكثر من 5 دقائق إلا أن المكالمة استغرقت قرابة 10 دقائق، وخلالها اتصلت صديقتي الشديدة الحساسية لكني لم ألحظ ذلك، بعد انتهاء المكالمة استأذنت لأدرك موعدي.

وصلت إلى صديقتي الحساسة التي لم تعلق على تأخري عنها حينها،  لكن دهشتي كانت كبيرة بعدها عندما قالت لي: هل تركتني أنتظر لأني تركتك تنتظريني من قبل؟! بالفعل صُعقت من تحليلها للموقف، فبالرغم من أنها تعرف طباعي جيدًا إلا أن شخصيتها الحسّاسة لم تمنعها من التفكير العميق واستنباط سبب لتأخيري، وحتى بعد ما شرحت لها القصة بالتفصيل لم تبدُ مقتنعة تمامًا!!

هذا هو فرط الحساسية النفسية.

هونًا ما... لا تفكر كثيرًا وانظر للمواقف نظرة شمولية؛ تركيزك على أمر معين في موقف واستنباطك للأسباب وما وراء هذا الموقف، ولم حدث ذلك؟ وكيف يقول ذلك؟ يجعلك تعطي الأمور أكبر من حجمها الطبيعي،  تستطيع ببساطة أن تسأل: ما نيتك؟ ماذا قصدت من ذلك في هذا الموقف؟

فرط الحساسية النفسية

فرط الحساسية النفسية ( emotional hypersensitivity) ليست مرض نفسي لكن هناك عامل بيولوجي؛ ففي دارسة أُجريت على بعض الأشخاص شديدي الحساسية وُجد لديهم زيادة في كهرباء الفص الأمامي من الدماغ (المسؤول عن التفكير والسلوك).

هل ليصبح مزاجك جيدًا تنتظر الاستحسان من الآخرين أم لا يهمك الأمر؟ في دراسة أُجريت يفترض أطباء النفسية وجود علاقة بين فرط الحساسية النفسية والثقة بالنفس؛ فكلما كان الشخص متأثرًا بآراء الآخرين تجاهه كلما كان شديد الحساسية.

وعلى الرغم من أن فرط الحساسية النفسية في حد ذاتها ليست بمرض نفسي؛ فإنها قد تُشير إلى الإصابة بأحد أشهر الأمراض النفسية وهو فرط الحركة وتشتت الانتباه وإدراك الشخص شديد الحساسية أن هذا العرض نتيجة هذا المرض النفسي يساعد كثيرًا في تقبل الأمر.

يُعدُّ تزعزع العلاقات الأسرية وما يترتب عليها من حرمان عاطفي أحد أهم العوامل البيئية التي يمكن أن تؤدي إلى فرط الحساسية النفسية؛ فيجد الطفل نفسه حين يكبر غير متزن نفسيًّا وفاقد القدرة على التعامل مع المواقف فيصبح حسَّاسًا لكل شيء.

أعراض الحساسية المفرطة النفسية

  • سرعة التأثر ومبالغة في رد الفعل؛ تجده سريع القهقهة أو شديد البكاء دون وجود سبب كافٍ.
  • متقلب المزاج؛ ما يعجبه منك اليوم قد يعكر مزاجه غدًا ويسبب له الحزن!
  • التركيز على أدق التفاصيل وهذا ما يرهقه.
  • التحليل العميق للمواقف؛ لماذا حدث وكيف؟!
  • مميز في العمل وحده (من مميزات الأشخاص شديدي الحساسية).
  • عدم النضج العاطفي.

هل يخبرك من حولك أنّك حسَّاس للغاية؟ أصبحت لا ترغب في مخالطة الآخرين؟ سئمت من كثرة التفكير والمبالغة في تضخيم الأمور؟ فرط الحساسية النفسية يمكن أن يؤثر في حياتك لدرجة يصعب معها العيش!

فما هو علاج الحساسية المفرطة؟

علاج فرط الحساسية النفسية

هناك بعض الاعتقادات الخاطئة لدى الأشخاص شديدي الحساسية أن اعتزال الآخرين، والتظاهر بأنه غيره، والجمود تساعد في علاج فرط الحساسية لكنها تزيد الأمر سوءًا...

وفرط الحساسية النفسية -كما ذكرنا- ليست بمرض نفسي يحتاج إلى أدوية أو جلسات صدمة كهربية، وإنما تكفي الاستشارة النفسية فقط، وربما يكفيك التمرين على أساليب التعامل بذكاء عاطفي.

علاج الحساسية المفرطة ضروري إذا كان السبب هو مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه، فهنا دور العلاج ضروري للمرض نفسه، وليس للحساسية المفرطة فقط.

وللتقليل من فرط الحساسية النفسية ننصحك بالآتي:

  • اليقظة الذهنية

إدراكك للحظة التي تعيشها الآن لذاتك وللأشياء من حولك أفضل وسائل الحد من فرط الحساسية النفسية.

  • تدريب المخ

المخ يعمل جهازًا آليًّا يعشق التكرار ويكره التغيير؛ فاكبح جماحه بالتدريب على التفكير الإيجابي وعدم الانخراط في دائرة مفرغة من التحليل العميق للمواقف، ويفيد في ذلك العلاج السلوكي المعرفي.

  • التركيز على أشياء أخرى

وقتما تشعر أنك ستتعامل مع الموقف بحساسية  جرِّب التركيز على أشياء أخرى، منها: أخذ نفس عميق، القبض على مكعب ثلج... وهنا تجعل مخك ينتقل من التفكير الزائد في الموقف إلى التركيز على ما تفعله.

الخلاصة

فرط الحساسية النفسية ليست مرض نفسي لكن مشكلة يمكن أن تسبب لك عديدًا من المشكلات إذا لم تسعَ إلى حلها، ومن أعراض الحساسية المفرطة: التحليل العميق للمواقف واستنباط الأسباب، ورد الفعل المبالغ فيه تجاه المواقف العادية، ولأنها ليست بمرض؛ فليس هناك علاج إلا الاستشارة النفسية.

 وننصحك بالتمرين على أساليب تقليل فرط الحساسية النفسية.

المصادر

هل أعجبك المقال؟ نعم لا
close