مرض السكري من النوع الأول "Diabetes type 1" هو مرض مناعي يصيب الأطفال ويستمر معهم طوال الحياة؛ إذ يصنع جهاز المناعة أجسام مضادة تهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين وتدمّرها.
وتُجرى الدراسات حديثاً لإيجاد احدث علاج لسكر الاطفال يحقّق أفضل تنظيماً لمستوى الإنسولين وسكر الدم مع تجنب حدوث مضاعفات المرض، كما تُجرى الأبحاث أيضاً لإيجاد علاج نهائي للمرض دون الحاجة لحقن الإنسولين.
احدث علاج لسكر الاطفال
لا يزال حتى الآن العلاج الأساسي لمرض السكري من النوع الأول هو حقن الإنسولين على مدار اليوم، ممّا قد يمثّل عبئاً على المريض وأسرته، ولكن توجد الآن بعض التجارب الطبيّة الواعدة، وتشمل:
-
مضخة الإنسولين
هي أحدث الوسائل لحقن الإنسولين؛ إذ تضخ باستمرار جرعات من الإنسولين قصير المفعول طوال اليوم بمعدل ثابت للتحكم في مستوى سكر الدم.
ويحتاج المريض وقت تناول الطعام إلى إدخال جرعة الإنسولين المناسبة إلى المضخة يدوياً حتى تستطيع خلايا الجسم استخدام الجلوكوز المُتناول.
كما تتصل مضخة الأنسولين بجهاز يقيس مستوى الجلوكوز في الدم باستمرار حتى يستطيع المريض متابعته.
-
البنكرياس الصناعي وتطوير الإنسولين
هو احدث علاج لسكر الاطفال ولكن ما زال تحت الدراسة؛ إذ يُستخدم جهاز صناعي يُحاكي عمل البنكرياس عن طريق قياس مستوى السكر في الدم، وحقن جرعات الإنسولين وتعديلها تلقائياً دون الحاجة لتدّخل المريض.
يحتاج استخدام البنكرياس الصناعي إلى تطوير مركّب الإنسولين ليعمل بشكلٍ أسرع من الإنسولين المعتاد؛ وذلك حتى يستطيع مواجهة الارتفاع السريع في سكر الدم وقت تناول الطعام نظراً لسرعة امتصاص الغذاء.
و قد صدر مؤخراً أسرع أنواع الإنسولين حتى الآن "إنسولين فياسب"، إذ يبدأ مفعوله خلال بضع دقائق على عكس أنواع الإنسولين الأخرى التي تستغرق 10 إلى 20 دقيقة.
ولكن لا يزال هذا النوع أبطأ من المطلوب؛ إذ يصل إلى أقصى مفعولٍ له خلال عدة ساعات؛ ولذلك تُجرى حالياً الأبحاث لإيجاد إنسولين سريع المفعول، وفعّال، ويستمر لفتراتٍ تتناسب مع استخدامه في جهاز البنكرياس الصناعي.
بدائل الإنسولين
يبحث العلماء عن احدث علاج لسكر الاطفال دون الحاجة للإنسولين؛ إذ تُستخدم حقن الإنسولين للتحكم في مستوى سكر الدم، وتأخير حدوث المضاعفات، وليس لعلاج السبب، كما أن حقن الإنسولين نفسها لها عدة آثار جانبية.
ولذلك تُجرى الدراسات على بعض البدائل، مثل:
-
استخدام الخلايا الجذعية
الخلايا الجذعيّة هي خلايا أوليّة تمتلك القدرة على التحول إلى أي نوعٍ من الخلايا، توجد في الأجنة والحبل السري وفي نخاع العظام.
يُدرس حالياً توجيه الخلايا الجذعيّة لتتحول إلى خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين و من ثَمّ حقنها في جسم المريض لتؤدي عمل خلايا البنكرياس الطبيعيّة.
ولكن تواجه هذه الطريقة عدة صعوبات؛ إذ قد تهاجم مناعة الجسم هذه الخلايا أيضاً مثلما هاجمت خلايا البنكرياس الأصليّة، ولذلك تُجرى الدراسات لتفادي هذه المشكلة.
-
العلاج المناعي
نظراً لأن مرض السكري من النوع الأول هو أحد الأمراض المناعية الذاتيّة؛ تُجرى الأبحاث لإعادة توجيه جهاز المناعة حتى لا يهاجم خلايا البنكرياس.
إحدى الوسائل قيد الدراسة في هذا المجال هي قتل خلايا المناعة التي تهاجم خلايا البنكرياس؛ حيث تُحقن جزيئات محدّدة تحفز مناعة الجسم على قتل خلايا المناعة الضارة، وإيقاف تدمير خلايا البنكرياس.
يمكن استخدام هذه الطريقة في الحالات المبكرة فور تشخيصها حتى يمكن إنقاذ خلايا البنكرياس المتبقية والحفاظ عليها.
-
لقاح مضاد لمرض السكري
أثبتت الأبحاث ارتفاع بروتين انترفيرون ألفا في مرضى السكري من النوع الأول وهو المسؤول عن تحفيز مناعة الجسم على مهاجمة خلايا البنكرياس.
والمقصود بلقاح مضاد لمرض السكري هو استخدام مواد معيّنة للتخلص من بروتين انترفيرون ألفا الزائد، ومنع تحفيز جهاز المناعة ضد خلايا البنكرياس.
-
العلاج بالبكتيريا
هو إحدى وسائل العلاج المناعي والبيولوجي؛ إذ تُستخدم أنواع محدّدة من البكتيريا النافعة بعد تعديلها باستخدام الهندسة الوراثيّة.
تُفرز هذه البكتيريا إنسولين يشبه الإنسولين الذي يصنعه بنكرياس الإنسان، وتقدّمه البكتيريا لخلايا المناعة الموجودة في الأمعاء حتى تتعرف عليه، وتعتاده، وتتوقف عن مهاجمة خلايا البنكرياس.
الخلاصة
لا يزال استخدام الإنسولين حتى الآن هو العلاج الرئيسي لمرضى السكري من النوع الأول، وتُجرى باستمرار الأبحاث لتطوير وإيجاد بدائل تعالج سبب المرض، وتُغني عن استخدام حقن الإنسولين.
ويشمل احدث علاج لسكر الاطفال الآتي:
-
مضخة الإنسولين.
-
البنكرياس الصناعي.
-
تطوير مركب الإنسولين المستخدم.
-
زراعة الخلايا الجذعية.
-
العلاج المناعي وقتل خلايا المناعة الضارة.
-
لقاح لمنع مرض السكري.
-
العلاج بالبكتيريا.